كلمـة الرئـيس الجامعة الوطنية

عرف عدد المقاهي والمطاعم بالمغرب تطورا سريعا  فاق في العشر سنوات الأخيرة 250000 (مائتان و خمسون ألف) مقهى ومطعم ، هذا التطور جعل  القطاع يشكل قوة عددية لا مثيل لها بين كل القطاعات ببلادنا  ، و أصبح   أحد المحركات الأساسية للتنمية السوسيواقتصادية بالمغرب,   فحجم اليد العاملة التي يشغلها القطاع على المستوى الوطني  يفوق المليون ونصف  (1500000 ) منصب شغل مباشر،  بالإضافة إلى مناصب شغل  عديدة غير مباشرة  توفرها القطاعات المرتبطة به . كما أصبح ا  يلعب دورا محوريا في النسيج الاقتصادي الوطني، سواء من حيث حجم الاستثمار أو حيث الاستهلاك أو من حيث الضرائب و الرسوم  التي يساهم بها في خزينة الدولة وخزينة الجماعات المحلية ، دون الحديث عن الفضاءات والمرافق العمومية والثقافية والصحية  التي يوفرها .

ورغم هذا كله فالقطاع  يعيش أزمة بنيوية مزمنة ، و يشكل حالة الاستثناء من حيث عدد الضرائب و الرسوم  المفروضة عليه، كما عاش أزمة تشريع استمر معها  القطاع لمدة طويلة يخضع لقوانين خارج الزمن،  بل الأكثر من ذلك تم تمرير قوانين و قرارات غير قابلة للتنزيل تماما استغلتها عدد من المؤسسات و أجبرت المهنيين على آداء مبالغ و غرامات خيالية أدت إلى  شل و إفلاس العديد من الوحدات ، ونظرا للطبيعة العقابية لقوانين الإفلاس ببلادنا  و  بدل خيار المساعدة والإنقاذ لجأت الدولة  إلى التصفية الكلية أو الجزئية لأصول العديد من المقاهي والمطاعم .

و في ظل غياب هيئة وطنية سواء داخل أو خارج المؤسستين التشريعيتين تقف ضد تمرير هاته القوانين  ، و في ظل وجود غرف مهنية مشلولة و عاجزة تماما عن الدفاع عن ما يتعرض له المهنيون من طرف هاته المؤسسات ،  و في ظل وجود وزارة وصية تنصلت تماما من كل مسؤوليتها لتوفير شروط الاستقرار لهذا القطاع و مساعدته على الإقلاع  ، هذا الوضع ولد لدى  المستثمرين  في مختلف أقاليم التراب الوطني رغبة جامحة في تأسيس إطار مستقل   يصون كرامتهم،  فتم الإعلان عن ميلاد الجامعة الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم لتكون صوت المهنيين و المستثمرين في كل ربوع الوطن  .

الجامعة الوطنية قوة تنظيمية  عددية لا مثيل لها بين كل القطاعات ببلادنا علينا فقط رفع منسوب الوعي  ونقدر ذواتنا.

أختي ،  أخي المهني ، الدفاع عن كرامتنا و مستقبلنا مسؤوليتنا جميعا  ، و هما معا رهينان  بتقوية البناء التنظيمي للجامعة الوطنية .

زر الذهاب إلى الأعلى